تعد أسباب تقرحات الفم المتكررة وعلاجها من المواضيع الصحية التي تهم الكثير من الناس، نظرًا لتأثيرها المباشر على جودة الحياة اليومية، فهي عبارة عن آفات صغيرة مؤلمة تظهر داخل الفم، وغالبًا ما تكون نتيجة لعوامل متعددة تتراوح بين العادات اليومية البسيطة والحالات الصحية المعقدة، وقد تنتج هذه التقرحات عن إصابات طفيفة، أو نقص في بعض الفيتامينات والمعادن، أو حتى بسبب التوتر والضغط النفسي، وسنتعرف على تلك الأسباب بالتفصيل عبر مركز بسمة الاستشاري لطب الأسنان.

ما هي تقرحات الفم المتكررة؟

تُعدّ تقرحات الفم المتكررة من الحالات الشائعة التي تُسبب إزعاج وألم لدى العديد من الأشخاص، وتظهر هذه التقرحات على الأغشية المخاطية داخل الفم، مثل اللسان، الخدين، أو الشفاه، وتتميز بشكلها الدائري أو البيضاوي ولونها الأبيض أو الأصفر المحاط بحافة حمراء ملتهبة، وغالبًا ما تكون هذه التقرحات غير معدية وتُشفى من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى أسبوعين، إلا أن تكرارها المستمر قد يشير إلى وجود عوامل أو حالات صحية تستدعي الانتباه.

أنواع قرحة الفم

قبل أن نعرض لكم أسباب تقرحات الفم المتكررة وعلاجها يجب أن نعرف أن تقرحات الفم تنقسم إلى 3 أنواع، وهم كالتالي:

تقرحات الفم الصغيرة (Minor Ulcers)

تعتبر من أكثر أنواع تقرحات الفم شيوعًا، حيث يصل حجم قرحة الفم البسيطة من 2 إلى 8 مم، وتأخذ تلك القرح البسيطة أشكال مختلفة أما بيضاوية أو دائرية، وغالبًا ما تلتئم خلال أسبوعين ولا تترك أي تندب.

تقرحات الفم الكبيرة ( Major Ulcers)

نستدل على هذا النوع من شكله فله حواف غير منتظمة الشكل، وتكون أكبر وأعمق مقارنة بقرحة الفم الصغيرة، وتستغرق بضع أسابيع أو حتى أشهر كي تختفي، ويمكن أن تترك ندبة أو أثر بعد زوالها.

تقرحات الفم الهربسية (Herpetiform Ulceration)

يتشابه هذا النوع من التقرحات مع القروح المرتبطة بفيروس الهربس لكن الاختلاف بينهم في أنها غير معدية، ونعرفها من خلال حوافها غير المنتظمة، وحجمها الصغير وتظهر غالبًا على اللسان في شكل مجموعات، وقد تندمج تلك المجموعات لتشكل قرحة واحدة كبيرة، وتحتاج إلى شهر واحد كي تلتئم دون أن تترك علامة أو ندبة.

أسباب تقرحات الفم المتكررة وعلاجها

تُعدّ تقرحات الفم المتكررة من المشكلات الصحية الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص، وتتعدد أسبابها بين عوامل بسيطة وأخرى أكثر تعقيدًا، وفيما يلي أبرز الأسباب الشائعة لتكرار تقرحات الفم:

• عض اللسان أو الخد عن طريق الخطأ من الأسباب الشائعة لتقرحات الفم، خاصة أثناء تناول الطعام أو التحدث.
• استخدام فرشاة أسنان خشنة أو التنظيف المفرط، قد يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية داخل الفم.
• تقويم الأسنان أو أطقم الأسنان غير المناسبة يمكن أن تسبب احتكاك مستمر يؤدي إلى ظهور التقرحات.
• حشوات الأسنان الخشنة أو الحواف الحادة للأسنان، قد تساهم في تهيج الفم وظهور التقرحات.
• يرتبط نقص فيتامين B12، الحديد، الزنك، وحمض الفوليك بزيادة احتمالية ظهور تقرحات الفم.
• اتباع نظام غذائي يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية قد يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي وزيادة التعرض للتقرحات.
• يعتبر الإجهاد النفسي والبدني من العوامل المحفزة لظهور التقرحات، حيث يؤثر على الجهاز المناعي ويزيد من الالتهابات.
• استكمالاً لمعرفة أسباب تقرحات الفم المتكررة وعلاجها يعد تناول أطعمة معينة مثل الشوكولاتة، القهوة، الفراولة، البيض، والمكسرات، من أسباب تهيج الفم وظهور التقرحات.
• استخدام معاجين أسنان تحتوي على كبريتات لوريل الصوديوم (SLS) قد يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية داخل الفم.
• التغيرات الهرمونية مثل تلك التي تحدث خلال الدورة الشهرية أو الحمل، قد تزيد من احتمالية ظهور التقرحات.
• الإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل مرض بهجت والذئبة الحمراء، قد تتسبب في ظهور تقرحات الفم المتكررة.
• الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي مثل داء كرون، قد تكون مرتبطة بظهور التقرحات.
• يُعتبر نقص المناعة المكتسب (الإيدز) من العوامل التي تزيد من احتمالية ظهور التقرحات.
• تشير بعض الدراسات إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دور هام في تكرار تقرحات الفم.
• تناول بعض أنواع الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، حاصرات بيتا، وبعض المضادات الحيوية، قد تكون مرتبطة بظهور التقرحات.

 كيف يتم تشخيص تقرحات الفم؟

تحتاج أسباب تقرحات الفم المتكررة وعلاجها إلى تشخيص دقيق يعتمد بشكل أساسي على الفحص السريري للكشف عن ظهور التندبات الدائرية ذات اللون الأبيض أو الأصفر المحاط بحواف أو حدود حمراء، وفي حالات تقرحات الفم المتكررة يطلب الطبيب من المريض بعض الفحوصات لتحديد سبب تقرحات الفم، ومن أهم تلك الفحوصات التالي: 

• فحوصات الدم، لمعرفة هل يوجد أي نقص في مستويات الفيتامينات والمعادن في الدم.
• أخذ خزعة من الفم وزراعتها مخبريًا.

 مضاعفات تقرحات الفم

من الممكن أن ينتج عن تقرحات الفم بعض المضاعفات، ومنها التالي:

• التهاب النسيج الخلوي في الفم، ويحدث بسبب الإصابة بعدوى جرثومية ثانوية لقرحة الفم.
• التهاب وعدوى في الأسنان.
• خراجات الأسنان.
• سرطان الفم.

 علاج تقرحات الفم

بعض تقرحات الفم لا تحتاج إلى علاج دوائي، ولكن التقرحات المتكررة والمؤلمة تحتاج إلى بعض الأدوية، ومنها التالي:

• غسول فم مضاد للميكروبات، مثل الغسولات التي يوجد بها الكلورهيكسيدين.
• جل موضعي لتخفيف الآلام يوجد به الليدوكائين.
• مرهم يحتوي على الستيرويد لتقليل الألم والتورم.
• مضاد حيوي.

ولتشخيص حالات تقرح الفم بشكل سليم وأخذ العلاج المناسب ننصحك بحجز استشارتك في مركز بسمة الاستشاري لطب الأسنان، وذلك لتحصل على رعاية طبية مناسبة لحالتك الصحية.

 كيفية الوقاية من تقرحات الفم

يوجد عدة نصائح يجب مراعاتها لتقليل خطر الإصابة بتقرحات الفم، وذلك عن طريق تغييرات بسيطة في نمط الحياة اليومي، وفيما يلي أهم النصائح:

• تناول نظام غذائي متوازن.
• تجنب الأطعمة الحارة أو الحامضة.
• الامتناع عن الكلام قدر الإمكان أثناء تناول الطعام؛ لتفادي عض الخد من الداخل عن طريق الخطأ.
• تنظيف الفم بانتظام، باستخدام فرشاة الأسنان بعد كل وجبة طعام.
• المواظبة على استخدام خيط الأسنان بشكل يومي.
• الابتعاد عن التوتر قدر الإمكان.
• أخذ قسط كافي من الراحة والنوم.
• استخدام واكس طبي لتغطية تقويم الأسنان.
• استخدم غسول فم لا يحتوي على كبريتات لوريل الصوديوم.
• الامتناع عن التدخين وتجنب الإفراط في شرب الكحول.
• شرب كميات كبيرة من الماء.

وفي ختام مقال اليوم نكون وضحنا لكم أسباب تقرحات الفم المتكررة وعلاجها، وأنواعها، وأيضًا كيف يتم تشخيصها والوقاية منها بعدة نصائح بسيط ضمن روتينك اليومي.